RSS

الاثنين، 10 يناير 2011

الله نور السماوات والأرض

بسم الله الرحمن الرحيم


( اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) صدق الله العظيم

لو اردنا التفكر في هذه الايه وادراك معنى وحدود وكيفية نور الله عز وجل لطلبنا المحال
ولدخلنا في طريق عبثي ربما كان له اول ولكنه ليس له اخر
ونور الله كصفاته لان من اسمائه الحسنى النور سبحانه في علاه ...هذه الصفات لا تصل اليها العقول
ولا تدركها المدارك .......وقد امرنا عز وجل ان نتفكر في صفاته وليس في ذاته حتى لا نهلك
حاشى لله ان نزيد على كلامه في وصف نوره ولكني ساتطرق الى موضوع يخص هذه الايه
والايتين التي بعدها
فقد سمعت في احدى الحلقات او الدروس ولا اذكر صاحبها ما اثلج صدري
ومن باب الخوف من كتم العلم حتى لا نلجم بلجام من نار يوم القيامه

جاء في تلك المحاضره :
ان الله سبحانه وتعالى تحدث في هذه الايه عن نوره وما اجمل ما وصف به نوره عز وجل
وجاء هذا الوصف بكلمات واشياء موجوده وتدركها عقول البشر المحدوده
ولكن اين نجد هذا النور العظيم
يقول المحاضر ان من افضل انواع القراءه للقرآن هو الطريقه التي فيها تدبر
والتدبر تأتي من الدبر اي الاخر بمعنى محاولة ربط الاول وبالاخر او ربط الايات ببعضها
وبالتالي فلو نظرنا الى الايه التي تليها لوجدنا هذا التوجيه العظيم والذي يدلنا اين نجد ذلك النور

( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ )
يا الله ما اروع هذا لقد جاءت الايه مباشرة بعد الحديث عن النور وكيفيته لتدلنا اين نجده
في تلك البيوت بيوت الله التي يذكر فيها اسمه .........اي انك تجد اعظم النور الرباني في تلك المساجد
والحديث عن المساجد والصلاه فيها والسعي لها يطول وليس في مجال بحثنا
وبعدها اخي القارئ تأتي الايه التي بعدها لتضع التساؤل التالي
من هم اصحاب هذا النور والاحرص على نيله والاجدر به انهم من قال فيهم في الايه التي بعدها

رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ
نعم انهم هؤلاء الرجال الذين تركوا الدنيا وراء ظهورهم ولا يحرصون على تجارتهم ولا على بيعهم اكثر من
حرصهم على ذكر الله

(الا بذكر الله تطمئن القلوب )
فسبحان الله كيف جاء هذا التسلسل وهذا السياق الجميل وكأنه النور يتسرب من خلال المساجد ليصل الى من هم
جديرين به الذين سعوا الى ذكر اذا ما نودي للصلاه

وقد تابعت القراءه لاجد بالايه التي بعدها سبب تركهم للدنيا والسعي للمساجد
لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ
نعم هؤلاء الناس اصحاب النور الذين تركوا الدنيا وهبوا الى المساجد فقط لنيل احسن الجزاء
ولنيل الفضل وايضا الرزق وكأن الايه تقول انك يا من تركت الرزق من اجلي
ان الفضل هنا واني انا الله ارزق من أشاء فحتى هناك ذكر لهم الرزق ليقول لهم ان رزقكم مكفول مكفول مكفول

فَوَرَبِّ السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ
اخي القارئ اذكر نفسي واذكرك بان الرزاق هو الله وأن صاحب الفضل هو الله
وان من يتوكل على الله فهو حسبه ويرزقه كما يرزق الطير فلا ينقص حظك الذهاب الى المساجد
فوالله لو تركنا الدنيا وراء ظهورنا لوجدناها امامنا وأنكم لن تأخذوا الا ما قسم الله لكم
ولوكان بعضكم لبعض ظهيرا
اللهم يا نور يا نور الانوار يا نور السماوات والارض اجعل لنا نورا واجعلنا بفضلك من اصحاب النور
والساعين الى النور واجعلنا يا ربنا ممن قلت فيهم

(يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )انك على ما تشاء قدير
وان شاء الله سنحلق معا في رحاب آيه اخرى وربما تكون عن اصحاب النور يوم القيامه الذين يسعى نورهم بين ايديهم



من دروس الامام الشعراوي

الأربعاء، 15 ديسمبر 2010

لمن الملك اليوم ؟

عندما ينفخ في الصور….وتموت جميع المخلوقات….مخلوقات الأرض السماء….يموت العادل والظالم…..يموت العالم والجاهل…..يموت الإنسان و الحيوان….يموت المؤمن والكافر….من يموت في تلك اللحظة لن يجد من يكفنه أو يغسله أو يصلي عليه….ولن يجد من يتألم لفراقه…ولن تكون هناك صدقة جارية يستطيع أن ينتفع بها أو أحد يدعو له بالرحمة.
لن تصدر صحف في هذا اليوم لتكتب عن كارثة فناء العالم…فلن يكون هناك قراء…
ولن يكون هناك كتاب….فقط سيكون هناك فراغ…وصمت…ويشق هذا الصمت صوتا واحدا…لن تسمعوه…و لكن تخيلوه
 عندها يقول سبحانه وتعالى

لمن الملك اليوم ؟
لن تكون هناك إجابة لهذا السؤال
لأنه لن يكون هناك غيره هو سبحانه وتعالى
و يظل الصمت يحلق بلا إجابة
فيقول مرة أخرى

لمن الملك اليوم ؟


ويجيب سبحانه وتعالى على نفسه
لله الواحد القهار

عندما تسمعون هذا الكلام…كيف تفكرون؟؟….
أعلم أن قشعريرة تنتابكم عند تخيلكم لهذا و لكم الحق….خصوصا عندما تسمعون قول الله تعالى
"يوم يفر المرء من أخيه…و أمه وأبيه…
و صاحبته و بنيه…لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه"
سيفر منكم من أحببتم…و من صادقتم…و من تزوجتم….و من تملقكم…و من أنجبكم…و من أنجبتم…
هل تتخيلون أنكم ستفرون من والديكم….أية قسوة و أي جحود هذا الذي ستفعلون؟؟؟ والديكم الذان ربياكم ؟؟؟؟
 أبناؤكم الذين أنجبتموهم و لم تحبون أكثر منهم؟؟؟
حتى أزواجكم الذين كانوا لكم قرة أعين؟ 
يا لقسوة قلوبكم!!!…و يالقسوة قلبي أنا أيضا!!!
لكن هم أيضا سيفرون منكم…سيفر الجميع من الجميع….
ولن يدخل الجنة من أحببت…بل سيدخل من هو كفء لها…
بعمله و ليس بالواسطة…
لن يكون هناك مسئول كبير في السماء على معرفة بكم ليخرجكم من النار…
ولن يكون هناك من يتلاعب في صحفكم…
ولن يكون هناك تزوير في عدد الحسنات أو السيئات...

يا من تقولون أنكم تحكمون بالعدل….
يا من نصبتم أنفسكم آلهة على عروشكم…
 لن تجدوا من يصفق لكم عند الحساب….
سيفر من ناصركم من وجوهكم….
سيتبرأون منكم و لن يهادنوكم…
فقد زال سلطانكم…وكشف أمر عدلكم…
ولن يكون الكون لكم….ستخرجون عرايا كما ولدتكم أمهاتكم…
و لن يحميكم حراسكم الذين كنتم تحتمون خلفهم…
لأنهم لن يقدروا على قوة الله تعالى…
وسيكون كل منهم مشغول في نفسه…
فمن أنت أيها الحاكم مهما كان شأنك أمام الله سبحانه و تعالى؟؟؟
سوف أبحث عن مخرج للخلاص من ذنوبي….
سأعلقها في رقبة الحاكم…
سأقول أنه سبب ما فعلت من معاصي…
وأسأل الله أن يستبدل الله سيئاتي حسنات من رصيد من ظلمنى ...

و لن يجد الحاكم منصة يدافع فيها عن نفسه…
لن يكون هناك قانون من وضع البشر ... 
و لا قضاة و لا محامين….فقط هناك عدل إلهي.

" لا ظلم اليوم "

يا من ظلمت ، سنأخذ من حسناتك (إن كان لديك ) ونعطيها لمن ظلمت
وإلا فمن سيئاتهم نضيفها اليك
لن يكون لديك حق فى الاعتراض او حتى الاستئناف
او المحايلة على القانون
ولا محامى شاطر يخرجك بكفالة او بمحل اقامة

"لا ظلم اليوم ، اليوم تجزى كل نفس بما كسبت "
عندها فقط ستدرك ....
لمن الملك اليوم ؟
وأنت فى ظلمات الجحيم ومن ظلمت فى جنات النعيم
وتقول كما يقول من كفر بأنعم الله
قالوا ربنا أمتنا اثنتين واحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا
فهل الى خروج من سبيل

 عندها … ستدرك ….
أنك عندما نصبت نفسك إله و ظننت أن الملك لك ....
فقد ظلمت نفسك وستوقن أن الملك رحل كما رحل الامس
وستعلم أن اليوم والغد والملك كله لله
لله الواحد القهار